السبت، 20 فبراير 2010

النية 2

النية هي القصد والإرادة من العمل



رجل يصلي أربع ركعات هل هو يصلي الظهر أم العصر يبين ذلك نيته
رجل يغتسل هل هو غسل واجب ( جنابة مثلا) أم هو غسل تنظيف وطهارة وتبرد من الحر يبين ذلك النية
فالنية تميز العبادات من بعضها وتميز بين العادات والعبادات
رجل لايأكل ولايشرب هل هو صائم أم أنه مريض لا يشتهي الطعام والشراب
وهل الصائم هل هو صائم فرض (كصيام كفارة ) أم هو مجرد نفل وهكذا
كما أن النية تحدد إلي من تقصد بالفعل هل تقصد الله أم تقصد الرياء والسمعة
رجل يقاتل هل يقاتل في سبيل الله أم يقاتل ليقال هو جريئ أو شجاع يميز ذلك النية
رجل يطلب العلم هل يطلب العلم ليقال عالم أم أنه يطلبه قربة إلي الله ليرفع الجهل عن نفسه ويعبد الله علي بصيرة وينشر نور الله وهدايته للناس يميز ذلك النية
رجل يتصدق هل يتصدق ليقال هو جواد كريم أم يتصدق لينال منفعة ما أم يتصدق إبتغاء مرضات الله يميز ذلك النية
إذا قلنا أن المقصود من أعمالنا هو الله وحده لا شريك له هو غايتنا وإليه نوجه أفعالنا ومقاصدنا هنا وجب الحديث عن الله وعن الإيمان ، إذ معرفتنا بالله عز وجل هي الباعث والدافع والحاث لنا علي قصده بالافعال الصالحة وهي الزاجر لنا عن الامتناع عن الافعال المحرمة
جرت الألسن بكلمة أن الله عرفوه بالعقل وكثيرا ما نرد عليهم بأن نقول لهم أن الله عرفوه بالنقل فما هو العقل وما هو النقل وما الصواب في الكلمتين
أن الله عرفوه بالعقل فهذا صحيح ولكن ما معني عرفوه هنا ، معني عرفوه هنا أي عرفوا وجوده وكما قال الاعرابي فإن البعرة تدل علي البعير والأثر يدل علي المسير فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج ألا يدل ذلك علي السميع الخبير
فالنظر في الكون وإعمال الفكر والتدبر(وهذا هو عمل العقل ) يقودنا حتما إلي معرفة الله عز وجل أو إلي معرفة أن للكون إله قدير قوي مالك مدبر ، هذا هو حدود معرفة العقل إذا أطلقناه وهذا معني قولهم أن ربنا عرفوه بالعقل أي عرفوا وجوده
أما معرفة أسماءه العلي وصفاته الحسني أما معرفة الجنة والنار والثواب والعقاب
أما معرفة ملائكته ورسله ، فهذا كله لا يتأتي إلا بالنقل
ولكن ما معني النقل
النقل معناه المنقول من قول الله سبحانه وتعالي وقول رسوله صلي الله عليه وسلم
وهما الكتاب والسنة ، فلا سبيل لمعرفة تفاصيل الإيمان بالله ورسله وملائكته وكتبه والغيب من جنة ونار وميعاد وحساب إلا بالنقل أي الكتاب والسنة

..........................

ملحوظة : لمزيد من الحديث عن النية يرجع إلي كتاب مقاصد المكلفين لعمر بن سليمان الأشقر